إنتاج اليورانيوم في أستراليا يواجه تحديات حكومية ومجتمعية
يواجه إنتاج اليورانيوم في أستراليا تحديات حكومية ومجتمعية، على الرغم من الحاجة إليه لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الطاقة النووية التي يُنظر إليها بصفتها أحد العوامل الرئيسة لتحقيق الحياد الكربوني.
وعادت مؤخرًا مشروعات إنتاج اليورانيوم في ولاية أستراليا الغربية إلى الواجهة، بالرغم من الحظر الحكومي المفروض على هذه الأنشطة منذ عام 2017.
وأشار تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى أن سوق الكعكة الصفراء تعمل على تنشيط الاهتمام ببعض مكامن اليورانيوم في أستراليا، خاصة في الأجزاء الغربية من البلاد.
ويرجّح المحللون أن يظل الحظر الذي فرضته الولاية على مشروعات تعدين اليورانيوم الجديدة والمعارضة الحكومية لمثل هذا التعدين بمثابة عقبات أمام تحويل معظم عمليات اليورانيوم المطروحة في أستراليا الغربية إلى الإنتاج.
وحصل مشروع واحد فقط، وهو “مولغا روك” Mulga Rock التابع لشركة “ديب ييلو” Deep Yellow، على موافقة الحكومة لإجراء أعمال التطوير.
ومن المتوقع أن تنتظر المشروعات الـ3 الأخرى المحتملة متوسطة الأجل في الولاية، وهي “يليري” Yeelirrie و”كينتاير” Kintyre التابعين لشركة “كاميكو” Cameco و”ويلونا” Wiluna التابع لشركة “تورو إنرجي Toro Energy، تغييرًا نهائيًا في موقف الحكومة للمضي قدمًا.
تعدين اليورانيوم في أستراليا
تعارض حكومة ولاية أستراليا الغربية والعديد من مجموعات المجتمع المدني المحلية تعدين اليورانيوم في أستراليا، ومن المرجّح الاعتراض على أيّ خطط للتطوير بسرعة.
في المقابل، تفتخر أستراليا باحتوائها على أكبر موارد اليورانيوم في العالم، وفقًا لتقرير موارد اليورانيوم وإنتاجه والطلب عليه لعام 2022، وهو إصدار نصف سنوي يُعرف باسم “الكتاب الأحمر”، تنشره وكالة الطاقة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرّية.
ومنذ إغلاق منجم رينجر الضخم التابع لشركة التعدين الأسترالية “ريو تينتو” Rio Tinto في عام 2021، تمّ تشغيل 3 مناجم فقط لإنتاج اليورانيوم في أستراليا.
ويشمل ذلك منجم النحاس التابع لشركة “بي إتش بي أوليمبيك دام”، الذي ينتج اليورانيوم منتجًا ثانويًا، ومنجم “فور مايل” التابع لشركة “هيثغيت ريسورس”، ومنجم “هني مون” التابع لشركة “بوس إنرجي”، الذي استأنف الإنتاج هذا العام.
وتقع جميع هذه المناجم في منطقة صديقة للتعدين في ولاية أستراليا الجنوبية، حسبما نشرته منصة إنرجي إنتليجنس (Energy Intelligence) المتخصصة بمتابعة أحدث التطورات والاتجاهات في صناعة الطاقة.
وفي أماكن أخرى، وخصوصًا في أستراليا الغربية، تظهر مشاعر كبيرة مناهضة لإنتاج اليورانيوم في أستراليا من جانب القبائل الأصلية والسياسيين والناشطين المحليين.
عقبات كبيرة
فرضت ولاية أستراليا الغربية حظرًا على مناجم اليورانيوم الجديدة في عام 2017، ولم يُطَبَّق ذلك إلّا في المشروعات الـ4، إذ حصلت جميعها على موافقات من حكومة ليبرالية سابقة.
وتتولى حكومة حزب العمال الحالية في ولاية أستراليا الغربية السلطة منذ عام 2017، وحافظت على موقف واضح مناهض لتعدين اليورانيوم في أستراليا، على الرغم من كونها إيجابية إلى حدّ كبير تجاه أنواع التعدين الأخرى، ومن المقرر إجراء انتخابات الولاية المقبلة في مارس/آذار 2025.
وقالت الزعيمة الليبرالية، ليبي ميتام، في مارس/آذار الماضي، إنها ستضفي الشرعية على تعدين اليورانيوم في حالة فوز الليبراليين.
ويمكن أن يؤدي رفع الحظر إلى فتح الباب أمام عدد قليل من مشروعات اليورانيوم الأخرى في الولاية، بما في ذلك مشروع “مانينغي” التابع لشركة بالادين إنرجي Paladin Energy، ومشروع “يانري” التابع لشركة كولدرون إنرجي Cauldron Energy.
تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في أستراليا الغربية حاليًا 134 منجمًا عاملًا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي غياب تغيير في موقف حكومة الولاية، فمن غير المرجّح أن تستمر مشروعات “كاميكو” و”تورو” بأيّ شكل من الأشكال.
وأوضحت شركة “تورو” “Toro أنها تحصل على التمويل لمواصلة تطوير المشروع، بحيث تتمكن من الانتقال إلى الإنتاج في أقرب فرصة عندما تتماشى سياسة الحكومة”، مشيرة إلى أن “التعديلات” مطلوبة على موافقاتها الحالية.
الاهتمام المتجدد باليورانيوم
على الرغم من هذه العقبات، يبدو أن هناك بعض الاهتمام المتجدد باليورانيوم في أستراليا الغربية، نظرًا للارتفاع الكبير في أسعار اليورانيوم خلال العام الماضي.
وعيّنت شركة “كاميكو” Cameco تيم داف مديرًا عامًا لشركة “كاميكو أستراليا” Cameco Australia في يناير/كانون الثاني الماضي، حسبما نشرته منصة إنرجي إنتليجنس.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “كاميكو”، تيم جيتزل: “لدينا خطط كبيرة للمضي قدمًا في “كاميكو أستراليا” Cameco Australia”.
وأوضح داف بمؤتمر التعدين، في مايو/أيار الماضي في مدينة بيرث، أن معارضي تعدين اليورانيوم هم “أقلية صوتية ومؤثرة”، وحثّ حكومة أستراليا الغربية على تبنّي تعدين اليورانيوم.
بدورها، بدأت شركة “ديب ييلو” (مقرّها مدينة بيرث) مؤخرًا دراسة جدوى لمشروع “مولغا روك”، وتأمل في استخراج مجموعة من المعادن الأرضية النادرة إلى جانب اليورانيوم من المشروع الذي يبدأ عام 2028.
ويمثّل مشروع “مولغا روك” الأولوية الثانية لشركة “ديب ييلو” -لأنها تخطط لاتخاذ إجراء قرار الاستثمار النهائي في مشروعها الرائد لليورانيوم “توماس” في ناميبيا، بحلول نهاية هذا العام، وتأمل أن تبدأ الإنتاج هناك في عام 2026.
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 6 شهور (ملف خاص)
- اتفاق ينهي أزمة إيني في مصر.. زيادة الحفارات وتكثيف أعمال البحث والتنقيب
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع الطلب على الفحم لمستوى قياسي في 2024
إقرأ: إنتاج اليورانيوم في أستراليا يواجه تحديات حكومية ومجتمعية على منصة الطاقة