تواجه سيارات تويوتا الهجينة تحديًا جديدًا من شأنه أن يثير العديد من التساؤلات حول جدوى تبنّي هذا النوع من السيارات، في ظل السعي المستمر لخفض انبعاثات قطاع النقل.
ووفق دراسة حديثة اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، سجّلت سيارة تويوتا كورولا كروس الهجينة طراز 2024 أعلى تباين في استهلاك الوقود.
جاء ذلك ضمن أحدث النتائج من برنامج الاختبار الذي تُجريه رابطة السيارات الأسترالية (AAA)، إذ يُقارَن استهلاك الوقود وانبعاثات المركبات في ظروف القيادة الأسترالية مع الاستهلاك الذي تسوّق له كل مركبة.
وتُعدّ هذه النتائج تأكيدًا لتحقيقات متكررة أظهرت أن الأستراليين يشترون سيارات تستهلك وقودًا أكثر من الأداء الذي يُسوَّق لهم، في حين تنبعث من العديد من المركبات أيضًا أبخرة سامّة أكثر مما تعلنه الشركات المصنّعة.
خدعة استهلاك الوقود.. تويوتا في المقدمة
شملت الجولة الرابعة من اختبار رابطة السيارات في أستراليا، السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات وسيارات الركاب والسيارات الكوبيه متعددة الاستعمالات.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أظهرت النتائج أن 9 من أصل 15 مركبة استهلكت وقودًا أكثر خلال اختبار رابطة السيارات الأسترالية من نتائج اختبارات المعمل المُعلَنة.
وسجلت سيارة تويوتا كورولا كروس الهجينة طراز 2024 أعلى تباين في استهلاك الوقود، إذ وُجد أن السيارة الصغيرة تستعمل 4.5 لترًا من الوقود لكل 100 كيلومتر في اختبارات رابطة السيارات الأسترالية، أي أكثر بنسبة 7% من المعدل المعلَن في المختبر، وهو 4.2 لترًا.
ومن بين السيارات الكوبيه متعددة الاستعمالات، كان لدى طرازين من إيسوزو (Isuzu) أكبر تباينات، بحسب النتائج التي نقلتها صحيفة ذا غارديان البريطانية.
إذ استعملت سيارة إيسوزو ديماكس 4×4 طراز 2024 وديماكس 4X2 طراز 2023 وقودًا أكثر بنسبة 6% و5% على التوالي في الاختبارات الواقعية من المعدلات المحسوبة في المعمل، التي تبلغ 8 لترات لكل 100 كيلومتر.
وفي الوقت نفسه، استعمل طراز فورد رينجر 4×4 طراز 2024، السيارة الأكثر مبيعًا في أستراليا في عام 2023، أكثر بنسبة 2% من معدلها المحسوب في المعمل، الذي يبلغ 7.6 لترًا لكل 100 كيلومتر.
كما فحص الاختبار انبعاثات العادم الضارة، ووجد أن السيارات الـ3، بالإضافة إلى كيا سورينتو طراز 2023، أنتجت جميعها أكاسيد النيتروجين أعلى من حدود اختبارات المعمل الإلزامية.
على العكس من ذلك، كان استهلاك الوقود على الطريق لـ5 مركبات أقل من نتائج مختبراتها، إذ استهلكت أودي كيو 3 طراز 2023، وهيونداي توسان طراز 2023، وسوبارو فورستر طراز 2023، وقودًا أقل بنسبة 3% باختبارات رابطة السيارات الأسترالية في الواقع، مقارنةً بمعدلاتها المعلنة.
تناقضات في سوق السيارات
جاءت أحدث شريحة من المركبات التي اختبرتها رابطة السيارات الأسترالية عقب تناقضات كبيرة كُشِفَت في الجولات السابقة من التقييمات، إذ اختبر البرنامج حتى الآن 58 مركبة.
وفي نتائج شهر مايو/أيار 2024، وُجِد أن سوزوكي سويفت طراز 2023 استعملت 6.3 لترًا من الوقود لكل 100 كيلومتر في الاختبارات الواقعية، أي أكثر بنسبة 31% من معدل السيارة الصغيرة المُعلَن في المعمل، وهو 4.8 لترًا.
وقال المدير الإداري لرابطة السيارات الأسترالية مايكل برادلي: “يمكننا الآن أن نقول بثقة، إنه في حين تنتج بعض المركبات استهلاكًا للوقود وانبعاثات تتوافق مع الاختبارات المعملية التي أبلغت عنها شركات صناعة السيارات، فإن العديد منها لا يفعل ذلك”.
وقال: “إذا اعتمد الناس على الاختبارات المعملية، فقد ينتهي بهم الأمر بسيارة تُكلّف أكثر لتشغيلها، أو أكثر تلوثًا مما توقّعوا”.
وشدد برادلي على أن النتائج تُقدَّم للوكالات الحكومية، التي تتخذ إجراءات صارمة ضد التضليل البيئي.
وأضاف أن كشف هذه المعلومات “يثير أيضًا تساؤلًا أمام الجهات التنظيمية، حول ما إذا كان ينبغي إلزام وكلاء السيارات بالكشف عن نتائج الاختبارات الواقعية للمستهلكين في نقطة البيع”.
وبرنامج الاختبار هو مخطط مدّته 4 سنوات مموّل من الحكومة بقيمة 14 مليون دولار، وُضع بعد فضيحة عام 2015، التي تورطت فيها فولكسفاغن، التي قيل، إنها ضللت المستهلكين الذين ربما اشتروا مركبات بناءً على ادّعاءات غير صحيحة بانبعاثات أقل.
رقم قياسي لمبيعات السيارات الكهربائية
على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، تستعد أستراليا لتحقيق إنجاز سنوي يتمثل في بيع 100 ألف سيارة كهربائية هذا العام، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأفاد مؤشر المركبات الكهربائية التابع لرابطة السيارات الأسترالية ببيع أكثر من 30 ألف سيارة كهربائية وسيارات هجينة قابلة للشحن في الربع الثاني من عام 2024، وهذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها أستراليا هذا الرقم في ربع واحد.
وشكّلت مبيعات السيارات الكهربائية والسيارات الهجينة القابلة للشحن 9.6% من السيارات الخفيفة الجديدة المبيعة في الربع الثاني، ما يعكس الاهتمام المتزايد بالنقل الكهربائي، وفق ما نقلته جمعية إدارة الأسطول الأسترالية (AFMA).
وأعربت الرئيسة التنفيذية لمجلس المركبات الكهربائية سامانثا جونسون عن تفاؤلها بشأن زيادة المبيعات، لكنها أقرّت بالتحديات التي تنتظرها.
وقالت جونسون: “لم يكن لدى أستراليا قط مثل هذا العدد من
الكهربائية على الطرق.. لقد كان ربعًا قياسيًا لمبيعات السيارات الكهربائية والسيارات الهجينة القابلة للشحن”.
وأضافت: “إن استمرار قوة مبيعات السيارات الكهربائية يعني أن أستراليا تظل على المسار الصحيح لتحقيق هدف مبيعات 100 ألف سيارة كهربائية سنويًا في عام 2024″.
وشددت جونسون على الحاجة إلى دعم الحكومة للحفاظ على هذا الزخم؛ قائلة: “تُظهر هذه الأرقام أن الأستراليين يريدون المزيد من السيارات الكهربائية، وتحتاج الحكومات إلى الاستماع لهذا الطلب، من خلال الاستمرار في تقديم الدعم للسيارات الكهربائية”.
كما تناولت قضية المعلومات المضللة التي تؤثّر في التحول إلى السيارات الكهربائية: “الحقيقة هي أن السيارات الكهربائية أرخص في التملك والتشغيل من محركات الاحتراق الداخلي، وهي تقلل من تلوث الهواء، وهي ضرورية للحدّ من انبعاثات الكربون”.
موضوعات متعلقة..
- تويوتا تفوز في رهان السيارات الهجينة.. وفورد تدفع ثمن الاندفاع نحو الكهرباء (تقرير)
- رهان تويوتا على السيارات الهجينة يحقق أهدافه في 2023 (تقرير)
- تاتا موتورز تعارض دعم السيارات الهجينة في الهند لسحب البساط من تويوتا
اقرأ أيضًا..
