شهد قطاع الطاقة النووية في اليابان تطورات جديدة، بعد تأجيل شركة “جابان أتوميك باور” JAPC موعد الانتهاء من أعمال تعزيز السلامة في مفاعل توكاي دايني (Tokai Daini) دون تحديد موعد جديد للتشغيل.
وأوصت هيئة تنظيم الطاقة النووية في البلاد، المشغل “جابان أتوميك باور”، بضرورة تعديل جدار مفاعل توكاي دايني الملاصق للبحر، عقب اكتشاف مشكلات فنية في أساسات البناء.
ويقع المفاعل في محافظة إيباركي شرق البلاد، وتصل قدرته إلى 1100 ميغاواط، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكان المفاعل -الذي بُني عام 1978- قد أُغلق منذ مارس/آذار عام 2011، إثر تداعيات زلزال مدمر وموجات تسونامي، وانهيارات نووية في منطقة فوكوشيما الواقعة شمال شرقي اليابان.
وأسهم الحادث في تعطيل خطط الحكومة اليابانية لرفع حصة الطاقة النووية في توليد الكهرباء إلى 40% خلال عام (2017)، لا سيما مع اتجاهها إلى إنشاء منظومة كهرباء خالية من الكربون.
أسباب التأجيل
قدّمت شركة “جابان أتوميك باور” مشغل الطاقة النووية في اليابان خطتها لإصلاح المشكلات الفنية للمفاعل، مستبعدة الانتهاء من هذه الإصلاحات بحلول سبتمبر/أيلول المقبل وفق المخطط السابق، حسبما أوضحت في خطابها إلى هيئة تنظيم الطاقة النووية في البلاد.
وقالت الشركة إنها غير متأكدة من موعد استئناف العمليات في مفاعل “توكاي دايني”، بعدما أرجأت سابقًا موعدًا كان مستهدفًا بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول من عام (2022)، وفقًا للتفاصيل المنشورة على منصة ارغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة.
ولم تكن واقعة تأجيل مفاعل “توكاي دايني” الأولى من نوعها؛ إذ أرجأ مرفق الكهرباء الياباني “توهوكو إلكتريك باور” Tohoku Electric Power إعادة تشغيل المفاعل النووي “أوناجاوا 2” بقدرة 825 ميغاواط، من شهر سبتمبر/أيلول المقبل إلى نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري (2024).
وعدّل المرفق الجدول الزمني لتحميل الوقود لمفاعل “أوناجاوا” -الكائن في محافظة مياغي شمال شرقي اليابان- إلى شهر سبتمبر/أيلول المقبل، بدلًا من يوليو/تموز المستهدف سابقًا.
مهلة إضافية
قال مرفق الكهرباء الياباني “توهوكو”، إنه سيحتاج إلى مزيد من الوقت؛ لضمان النقل السلس للمعدات المحمولة إلى مشروع الطاقة النووية في اليابان، مثل: شاحنات المياه اللازمة لتبريد المفاعل النووي في حالة الطوارئ مثل وقوع الزلازل، وفق التفاصيل التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المتوقع أن يؤدي التأخير في إعادة تشغيل مفاعلات الطاقه النواويه ف اليابان إلى دعم معدل الطلب على مصادر الوقود الأخرى مثل: الغاز المسال والفحم.
يُشار إلى أن إجمالي استهلاك اليابان من الغاز المسال لأغراض توليد الكهرباء بلغ 10.5 مليون طن، خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار الماضيين، وفقًا لبيانات وزارة التجارة والصناعة اليابانية.
وللغرض ذاته، استعملت اليابان 27.4 مليون طن من الفحم، خلال المدة الزمنية السابق ذكرها.
حادث 2011
أُغلق مفاعل الطاقة النووية في اليابان “توكاي دايني” منذ مارس/آذار 2011، بعد تسبب الزلزال الضخم وموجات تسونامي في حدوث انصهار نووي بمحطه فوكشيا
ا دايتشي التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية.
واستغرق فحص المفاعل وقتًا طويلًا، لتحديد ما إذا كانت هناك صدوع نشطة تمر عبر الموقع أم لا.
ووافقت هيئة التنظيم النووي اليابانية في مارس/آذار 2023 على عدم وجود صدع نشط تحت المفاعل.
وبعد كارثة محطة فوكوشيما لإنتاج الطاقة النووية في اليابان عام 2011، التي أدت إلى تعليق عمل مفاعلات البلاد، شهدت الدولة الآسيوية تحولًا كبيرًا بالنسبة إلى خطط معالجة أزمة الكهرباء لديها.
وتدرس طوكيو إعادة تشغيل أكبر عدد ممكن من مفاعلاتها النووية، ومد العمر التشغيلي للمفاعلات القديمة إلى أكثر من 60 عامًا، لتعزيز الاستفادة منها في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بصورة عامة والكهرباء.