يترقّب قطاع الطاقة النووية في أرمينيا إنشاء شركة حكومية تهدف إلى تقييم الخيارات المتاحة لبناء مفاعلات نووية جديدة لتعزيز أمن الطاقة في البلاد، بتمويل عبر الاقتراض الحكومي، وفقًا لمعلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويبدو أن أرمينيا تعلّمت دروسًا عقب صراعات دولية استمرت لعقود، وحصار فرضته أذربيجان وتركيا عليها في تسعينيات القرن الماضي، أدى إلى تعطيل عمليات تسليم الغاز الطبيعي إليها مؤقتًا.
ومن المنتظر أن تحسم الشركة قرار إنشاء مشروع نووي مرتقب قد يوفّر الآلاف من فرص العمل، لكن مسؤولين حكوميين في أرمينيا حذّروا من أن استيعاب محطة كبيرة سيكون تحديًا للشبكة الوطنية، لا سيما أن إجمالي القدرة المركبة لتوليد الكهرباء في البلاد يبلغ ما يقارب 4 غيغاواط حاليًا.
وحدّدت الحكومة مخصصات للشركة خلال العامين المقبلين 2025 و2026، بواقع 2.5 مليون دولار أميركي، ستجري تغطيتها من الميزانية العامة.
تفاصيل المشروع
كان إنشاء وحدة جديدة لإنتاج الطاقة النووية في أرمينيا محل نقاش في اجتماع عقدته الحكومة مطلع أغسطس/آب الجاري، ضمن الحديث حول خطتها لإنشاء شركة تنظر في مقترحات التصميم النووي المحتمل، وتكلفة إنشاء الوحدة.
وشملت المشاورات وضع خطة تطوير للقدرة الجديدة بحلول منتصف عام 2026، بحسب تصريحات وزير البنية التحتية جنيل سانوسيان.
ومن المقرر أن تدخل الوحدة النووية المستهدف إنشاؤها حيز التشغيل بحلول عام 2040، بدلًا من مفاعل “ميتسامور 2″، الذي تبلغ قدرته 440 ميغاواط، الذي يخضع حاليًا لتمديد عمره التشغيلي حتى عام 2036؛ بهدف دعم قطاع الطاقة النووية في أرمينيا، حسب تفاصيل نشرها موقع “إس آند بي غلوبال spglobal”.
وبحسب وزارة البنية التحتية، فإن شركة الطاقة النووية في أرمينيا المزمع إنشاؤها ستدير الوحدة النووية الجديدة.
وقال الوزير جنيل سانوسيان، إن أرمينيا تجري مفاوضات مع شركات روسية، وأميركية، وفرنسية، وكورية جنوبية، بشأن بناء المفاعل الجديد.
خطط سابقة
هذه ليست المرة الأولى التي تخطط فيها الحكومة الأرمينية لبناء محطة نووية جديدة، ففي يونيو/حزيران 2023 شكّل رئيس الوزراء نيكول باشينيان مجموعة عمل لتقييم السيناريوهات المختلفة لتنفيذ الأعمال الإنشائية للمشروع خلال شهرين، ومع ذلك لم تُعلَن معلومات حول نتائج مجموعة العمل.
واعتمدت أرمينيا على التقنيات النووية السوفيتية ثم الروسية، لكن هناك دلائل تشير إلى أن البلاد تبحث بشكل متزايد عن تقنيات بديلة من دول أخرى في ضوء فتور العلاقات السياسية بينها وبين موسكو.
وقال أمين مجلس الأمن الأرميني، أرمين غريغوريان -في تصريحات سابقة-، إن حكومة بلاده تناقش بناء محطة نووية جديدة بالتعاون مع أميركا، مضيفًا أن المفاوضات انتقلت بالفعل إلى مرحلة متقدمة.
مخاوف أمن الطاقة
اتهمت أرمينيا موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بالدفاع عن مصالح البلاد، خلال حربها معاذربيه؛ ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة، حسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويبدو أن هذه التوترات دفعت أرمينيا إلى محاولة تأمين مصادر طاقة بديلة، وقال نائب وزير الطاقة السابق، رئيس وكالة الطاقة غير الحكومية، هايك هاروتيونيان: “على الرغم من أن الأساس الاقتصادي وراء بناء مشروعات الطاقة النووية الجديدة محل تساؤل، فإن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تدعم هذه الخطوة”.
وتخوَّف هاروتيونيان من حاجة مشروعات الطاقة النووية في أرمينيا، بما في ذلك المفاعلات الصغيرة، إلى تكلفة عالية لتوليد الكهرباء
وأشار إلى ميزة اجتماعية يوفّرها المشروع، وهي توظيف آلاف العمال ذوي المهارات العالية، موضّحًا أن إغلاق وحدة ميتسامور 2 النووية دون بناء أخرى بديلة سيؤدي إلى هجرة المتخصصين من البلاد، ومن ثمَّ تضرّر قطاع الطاقة النووية في أرمينيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..