سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية تواجه أزمة في فصل الشتاء (دراسة)
تواجه سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية منعطفًا خطيرًا قد يؤثّر سلبًا في المساعي الرامية إلى وضعها على خريطة مبيعات السيارات النظيفة، لا سيما في ظل الاندفاع العالمي نحو استعمال الوقود الأخضر من أجل خفض انبعاثات قطاع النقل.
ولم تعد سيارات خلايا الوقود العاملة بالهيدروجين ملائمةً للسير على الطرق على مدار العام، بعد أن تبيَّن بالبحث عدم قدرتها على مواكبة ظروف الطقس البارد الذي يزيد من استهلاك هذا الوقود بنسبةٍ كبيرةٍ.
وسيارات خلايا الوقود الهيدروجينية عبارة عن نوع من المركبات الكهربائية، التي تعتمد على خلايا الوقود لتشغيل المحرك بدلًا من بطاريات الليثيوم أيون.
وما تزال سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية تعاني مشكلات، بما في ذلك عدم توافر البنية التحتية لشحن الهيدروجين، وحوادث الهيدروجين الكارثية، وارتفاع تكلفة شحن سيارة الهيدروجين، إلى جانب مشكلات أخرى تتعلق بمتانة خلية وقود المركبات الهيدروجينية، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
خيار أفضل.. ولكن
غالبًا ما يُروّج أنصار سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية إف سي إي في (FCEVs) على أنها خيار أفضل للسير في الطقس البارد، مقارنةً بنظيراتها الكهربائية، وفق دراسة حديثة أجرتها حكومة مقاطعة كيبك الكندية، ونشرها موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight) المتخصص.
لكن الأفضلية المزعومة التي تُظهرها سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية من حيث السير في ظروف الطقس البارد ربما لا تعدو كونها مبالغة، بعدما أظهرت الدراسة المذكورة أن درجة حرارة 6 تحت الصفر تزيد استهلاك وقود الهيدروجين بأكثر من 40%، مقارنةً بالمواصفات القياسية التي يحددها المصنّعون بشأن أداء المركبات.
ووجدت دراسة منفصلة نُشرَت نتائجها في وقت سابق من العام الحالي (2024) أن المركبات الكهربائية تفقد ما يتراوح بين 20% و 55% من مداها في ظروف الطقس المتجمد، اعتمادًا على طراز السيارة.
وتعني دراسة كيبك أن سائقي السيارات ينفقون 27 دولارًا كنديًا (20 دولارًا أميركيًا) لكل 100 كيلوغرام من الهيدروجين، وذلك عندما يكون سعر هذا الوقود في محطات التزويد بالوقود 12.66 دولارًا كنديًا (9 دولارات أميركية) لكل كيلوغرام من الهيدروجين.
*(الدولار الكندي = 0.73 دولارًا أميركيًا).
واختبرت “منصة اختبارات السيارات الهيدروجينية” 46 وحدة من تلك السيارات، من بينها 45 من طراز تويوتا ميراي (Toyota Mirai) وسيارة واحدة من طراز هيونداي نيكسو (Hyundai Nexo)، التي استعملها موظفو الحكومة خلال المدة بين 2019 و2023.
وبُنيت محطة إعادة تزويد بوقود الهيدروجين لمنصة الاختبارات المذكورة، التي استعملت الهيدروجين الأخضر المُنتَج عبر تقنية التحليل الكهربائي، مع استعمال كهرباء متجددة تُشترى من محطة كيبك الكهرومائية العامة.
ووفق تقرير حكومة كيبك، استُعمِلت 6 أطنان من الهيدروجين النظيف في المجمل خلال المدة بين أبريل/نيسان (2019) ويونيو/حزيران (2023)، بكلفة إنتاج مستقرة نسبيًا تلامس 9.10 دولارًا كنديًا (7 دولارات أميركية) لكل كيلوغرام.
ومع ذلك، شهدت المحطة مشكلات تقنية متعددة في أثناء المدة التجريبية، مع ارتفاع حالات الحوادث بنحو 500 حادث خلال المدة بين يناير/كانون الثاني و مارس/آذار (2022).
وشمل المسح الذي اعتمدت عليه دراسة حكومة كيبك، مجموعة من سائقي السيارات الذين أبلغوا عن تجربتهم السلبية من حيث إعادة التزويد بالوقود، وهو ما يُعزى -جزئيًا- إلى عدم توافر البنية التحتية للشحن، وعدم ملاءمة الاعتماد على نقطة شحن واحدة خلال رحلاتهم.
استياء من مدى السيارات
أعرب غالبية المشاركين في المسح عن سعادتهم بقيادة سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية، كما رأت نسبة عالية منهم أن تلك السيارات يمكن الاعتماد عليها، إلّا أن أكثر من نصف المشاركين أبدوا -في الوقت نفسه- استياءهم من مدى تلك المركبات.
في المقابل، قال 90% ممن شملتهم الدراسة، إنهم لاحظوا فروقاتٍ كبيرةً في أداء سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية على مدى فصول السنة.
وأشار مؤلفو التقرير إلى أنه “في أعقاب المشاركة في مرحلة الاختبار، ذكرت أغلبية المشاركين أن معرفتهم بتقنيات الهيدروجين قد تحسّنت إلى حدّ ما، أو كثيرًا”.
وأضافوا: “ومع ذلك، فإنه نظرًا للقضايا ذات الصلة بمحطة التزويد بالوقود، فإن المخاوف الأولية لدى المشاركين بشأن تقنيات الهيدروجين لم تتبدد عمومًا، وقد ساءت آراؤهم عمومًا”، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتابعوا: “قال 4 أشخاص -فقط- من أصل 10 ممن شملهم المسح، إن آراءهم لم تتغير، وإن أيًا منهم لم يقل إن رأيه قد تحسّن”.
وتكلّف منصة الاختبار ذاتها حكومة كيبك 6 ملايين دولار كندي (4 ملايين دولار أميركي)، وهو ما لاقى انتقادات واسعة بوصفه إهدارًا للأموال، لا سيما بالنظر إلى أن سوق السيارات الكهربائية وسيارات الركاب الهجينة كانت تشهد نموًا في المقاطعة.
وقال مدير مكتب تطوير الهيدروجين الأخضر والطاقات الحيوية بوزارة الاقتصاد والابتكار والطاقة في كيبيك ماثيو بايور: “يسلّط هذا الضوء على التصور الذي كان يجول بخاطرنا منذ البداية: بالنظر إلى خسائر الطاقة المرتبطة بتلك التقنية، ومن ثم الاستهلاك الإضافي الذي تسبّبه، فسيتعيّن استعمالها في مجالات لا نمتلك فيه أيّ حلول أخرى متاحة “، حسب تصريحات أدلى بها إلى صحيفة لو ديفوار (Le Devoir) المحلية.
مبيعات سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية
لامست مبيعات سيارات الوقود الهيدروجينية 5.621 وحدة عالميًا خلال المدة بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران (2024)، وفق تحليل أجرته شركة إس إن إي ريسرش (SNE Research) الاستشارية الكورية الجنوبية.
ويمثّل هذا تراجعًا بنسبة 34.1% من العام السابق (2023)، الذي شهد مبيعات بلغت 8.524 وحدة خلال المدة ذاتها؛ ما يمثّل التراجع السنوي الـ2 على التوالي.
وخلال المدة بين عامي 2017 و2023، نمَت مبيعات سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية بمعدل سنوي مركّب بلغ 25.1%، وهو المسار الذي تغيَّر في العام الماضي (2023)، حينما هبطت المبيعات من 20,704 وحدة إلى 16,413 وحدة.
وشهدت الولايات المتحدة تراجعًا حادًا في مبيعات تلك السيارات بنسبة 82.4%، بمبيعات لامست 322 وحدة فقط خلال النصف الأول من العام.
موضوعات متعلقة..
- مبيعات سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية تواصل الانخفاض في 2023
- السيارات الهيدروجينية.. تكلفة أكبر ونطاق أقل مقارنة بمنافستها الكهربائية
- سوق محطات التزود بوقود الهيدروجين تتخطى مليار دولار بحلول 2030 (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تهدد إمدادات 5 دول
- حقل جبل علي للغاز.. 80 تريليون قدم مكعبة تدعم اكتفاء الإمارات ذاتيًا
- الهيدروجين الأخضر في مصر يتلقى دعمًا أوروبيًا بـ 33 مليون دولار
إقرأ: سيارات خلايا الوقود الهيدروجينية تواجه أزمة في فصل الشتاء (دراسة) على منصة الطاقة