طاقة

خفض واردات الهند من النفط أولوية للحكومة.. وشراء الخام الروسي يدعم اتجاهها (تقرير)

يبدو أن واردات الهند من النفط تخضع للاعتبارات الاقتصادية وقدرات مصافي التكرير لديها، رغم التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.

ولا يرجح المحللون أن تخفّض الهند مشترياتها من النفط الروسي في عهد حكومة دونالد ترمب الجديدة، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

يأتي ذلك على الرغم من أن واردات الهند من النفط قد تتعزّز مع استكشاف المزيد من عقود الاستيراد طويلة الأجل والتعاون في مجال تخزين النفط مع الولايات المتحدة، حسبما قال محللون ومصادر تجارية.

وقال رئيس قسم أبحاث النفط لمنطقة جنوب آسيا لدى وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس، أبهيشيك رانجان: “تتخذ الهند موقفًا لشراء خام أرخص حيثما كان ذلك متاحًا، ولا أتوقع أن تعرض الولايات المتحدة سعر خامها النموذجي بسعر أقل من النفط الروسي”، مشيرًا إلى أن “التحول الجذري أقل احتمالًا”.

سعر خام الأورال الروسي مقابل برنت

بلغ متوسط حسم سعر خام الأورال الروسي مقابل شحنات خام برنت المؤرخة 12.129 دولارًا للبرميل في أغسطس/آب الماضي، و12.30 دولارًا للبرميل في سبتمبر/أيلول الماضي، و12.189 دولارًا للبرميل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، متقلبًا ضمن نطاق ضيق.

صادرات النفط الروسي إلى الهند

ويمثّل إبقاء فاتورة واردات الهند من النفط منخفضة أولوية كبيرة للحكومة، وشراء النفط الروسي بأسعار مخفضة يساعد في تحقيق هذا الهدف، حسبما قالت المديرة كبيرة الخبراء الاقتصاديين لدى شركة الاستشاريات والأبحاث آسيا ديكوديد Asia Decoded، بريانكا كيشور.

وأضافت كيشور: “لا أعتقد أن الهند ستغيّر هذا الموقف، ما لم يتغيّر سيناريو السوق”، وفق التصريحات التي حصلت عليها وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.

تراجع حصة الولايات المتحدة

في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول الماضيين، بلغ متوسط واردات الهند من النفط الخام الروسي 1.7 مليون برميل يوميًا، ما يجعل الدولة المنتجة من خارج منظمة أوبك أكبر مورد للبلاد.

وكانت الولايات المتحدة خامس أكبر مورد، إذ استوردت 215 ألف برميل يوميًا في مدة الأشهر الـ9 نفسها، وفقًا لبيانات منصة إس آند بي غلوبال كوموديتيز آت سي S&P Global Commodities at Sea.

وقال المدير الإداري لقسم النفط والغاز لدى شركة الاستشارات سينرجي كونسلتينغ Synergy Consulting، راجات كابور: “بحسب التصريحات الأخيرة لوزيري النفط والخارجية الهنديين، يبدو أن الهند لن تجد حرجًا بالاستمرار في شراء الخام الروسي في المستقبل المنظور”.

في المقابل، ارتفعت واردات الهند من النفط الأميركي إلى ما يصل إلى 15% في الربع الأول من عام 2021.

وتتكوّن غالبية صادرات النفط الأميركي إلى الهند من الدرجات الخفيفة، وفي الغالب خام غرب تكساس الوسيط، مع ما يقرب من 50% أُفرغت سابقًا لصالح شركة ريلاينس إندستريز Reliance Industries حتى عام 2021.

النفط الصخري الأميركي

ومع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تراجعت المشتريات من الولايات المتحدة، إذ يمثّل الخام الروسي الآن أكثر من 40% من واردات الهند، وفقًا لبيانات منصة إس آند بي غلوبال كوموديتيز آت سي.

وتتوقع وكالة كوموديتي إنسايتس أن تحافظ حصة الولايات المتحدة من إجمالي واردات الهند من النفط الخام على نطاق يتراوح بين 5% و6% على المدى القريب، إذ عزّز النفط الخام الأميركي وجوده في أوروبا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأدى توفر الخام الروسي رخيص الثمن في الآونة الأخيرة إلى تحويل الديناميكيات بعيدًا عن الخامات الأميركية.

تجدر الإشارة إلى أن مصفاة شركة ريلاينس، إلى جانب العديد من مصافي التكرير الهندية الأخرى، تتمتع بمؤشر مرونة مرتفع، ما يسمح بالانتقال السهل نسبيًا بين درجات الخام هذه.

وقال رئيس قسم أبحاث النفط لمنطقة جنوب آسيا لدى وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights، أبهيشيك رانجان: “كان التحول من الخامات الأميركية إلى الروسية سهلًا نسبيًا”.

البحث عن أسواق جديدة

قالت بعض مصادر التكرير الهندية لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights: إن إنتاج الخام الأميركي سيستمر على الأرجح في النمو في عهد حكومة ترمب الجديدة.

وقال أحد المصادر في قطاع التكرير “في الوقت الحالي، يجد الخام الأميركي موطنًا بسهولة في أوروبا، ومع ظهور توقعات نمو الطلب على النفط الهندي واعدة للغاية، ستعزّز الولايات المتحدة بالتأكيد جهودها للحصول على حصة أكبر في السوق، لكن الكثير سيعتمد على الأسعار”.

إحدى مصافي التكرير الهندية
إحدى مصافي التكرير الهندية- الصورة من “إيكونوميك تايمز”

من ناحية ثانية، قالت مصادر متعددة في قطاع التكرير: إن واردات الهند من النفط الأميركي تأتي على أساس فوري، ومع ارتفاع الإنتاج الأميركي قد يستكشف الجانبان إمكان إبرام عقود محددة المدة”.

وقالت مصادر في الصناعة إن خريطة تدفق النفط العالمية قد تتغيّر إذا نفّذ ترمب وعده الانتخابي بتكثيف الجهود لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبدأ النفط الروسي التدفق مرة أخرى إلى أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: خفض واردات الهند من النفط أولوية للحكومة.. وشراء الخام الروسي يدعم اتجاهها (تقرير) على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى