طاقة

غضب في قمة المناخ كوب 29 بسبب مجموعة الـ20.. ما القصة؟

استشاط المفاوضون المشاركون في قمة المناخ كوب 29 غضبًا من البيان الختامي الصادر عن مجموعة الـ20 بعد اليوم الأول من اجتماعاتها في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

ولم يتطرّق بيان مجموعة الـ20 إلى مسألة التحول عن الوقود الأحفوري التي جرى الاتفاق عليها خلال النسخة الماضية من مؤتمر المناخ التي استضافتها الإمارات في العام الماضي (2023).

وربط المشاركون في قمة المناخ كوب 29 المنعقدة حاليًا في العاصمة الأذربيجانية باكو بين موقف مجموعة الـ20 بشأن التحول عن الوقود الأحفوري، وبين فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية، والمعروف بتوجهاته العدائية للتحول الأخضر.

غير أن بيان مجموعة الـ20 التي تُعقَد خلال يومي 18 و19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أشار إلى الحاجة الماسة إلى تسريع وتيرة الاستثمارات، وإيجاد قنوات مالية لسد الفجوة التمويلية بشأن تحول الطاقة، خصوصًا في الدول النامية.

إخفاق مجموعة الـ20

غذّى إخفاق مجموعة الـ20 في الإشارة المباشرة في بيانها إلى الحاجة للتحول عن الوقود الأحفوري، المخاوف بين المفاوضين الرئيسين في قمة المناخ كوب 29، من أن إعادة انتخاب دونالد ترمب ستسدل الستار على الجهود المناخية، وفق ما أوردته صحيفة فايننشال تايمز.

ووافق قرابة 200 دولة على التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة المستعملة لديها بحلول عام 2050، خلال قمة المناخ كوب 28 التي استضافتها مدينة دبي في 2023، وهو التعهد الذي أكدت دول مجموعة الـ7 الالتزام به في بيان صادر أوائل العام الحالي (2024).

وخلال مشاركتهم في قمة المناخ كوب 29 كان العديد من وزراء ومفاوضي المناخ وكذلك المنظمات غير الهادفة للربح العاملة في هذا المجال يأملون في أن تبعث مجموعة الـ20 رسالة قوية لدعم التحول من الوقود الأحفوري في بياناتهم في أعقاب فوز ترمب بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لا سيما وأن حملة ترمب قد ركزت على ضرورة تسريع أنشطة التنقيب عن النفط والغاز.

وجاء توقع الكثيرين في قمة المناخ كوب 29 بأن بيان قادة مجموعة الـ20 سيتضمن إشارة صريحة إلى التحول عن الوقود الأحفوري في أعقاب دعم وزراء المالية والخارجية والمناخ من دول المجموعة لتلك المسألة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لكن بدلًا من ذلك قال بيان مجموعة الـ20 إن البلدان “ترحب بالنتيجة الطموحة والمتوازنة لقمة المناخ كوب 28″، دون إشارة مباشرة إلى التحول المتفق عليه عن الوقود الأحفوري، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

قادة مجموعة الـ20 التي انعقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية
قادة مجموعة الـ20 التي انعقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية – الصورة من stimson

غضب في كوب 29

أثارت مسألة شطب عبارة “التحول عن الوقود الأحفوري” من مسودة بيان مجموعة الـ20 غضب العديد من كبار مفاوضي الدول الكبرى في قمة المناخ كوب 29، الذين يخوضون معركة من أجل استغلال اتفاق الوقود الأحفوري الذي توصلت إليه نسخة العام الماضي من القمة، والبناء عليه.

وقال عدد من كبار المفاوضين إن الفشل في تضمين الإشارة المباشرة إلى الوقود الأحفوري من شأنه أن يجعل المحادثات في باكو أكثر صعوبة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت القمة المنعقدة على مدار أسبوعين، وستنتهي يوم الجمعة 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قد طغت عليها قضايا بعينها مثل انتخاب ترامب وقرار الأرجنتين سحْب فريقها التفاوضي بقيادة  الرئيس خافيير ميلي، وهو حليف ترامب، إلى جانب الموقف العدائي الذي يتبناه رئيس أذربيجان، البلد المستضيف للقمة، إلهام علييف، المؤيد للنفط والغاز.

وقال مفاوض من قمة الـ7 خلال مشاركته في قمة المناخ كوب 29: “كوب 29 هي عملية هشة جدًا كما هي”، مضيفًا أن الافتقار إلى بيان صريح من قبل مجموعة الـ20 يعني أن “منحدر الصعود الذي لدينا هذا الأسبوع بات أكثر حدة”.

وقبل اجتماع قمة مجموعة الـ20 في ريو دي جانيرو، قال رئيس شؤون المناخ في الأمم المتحدة سيمون ستيل إن العالم “كان يتوقع إشارات قوية على أن العمل المناخي هو عمل جوهري لأكبر الاقتصادات العالمية”.

وأضاف ستيل: “في أوقات الاضطرابات ووجود عالم متشرذم، يتعين على قادة مجموعة الـ20 إرسال رسائل صريحة وواضحة مفادها بأن التعاون الدولي ما يزال هو الفرصة الوحيدة والأفضل أمام المجتمع للنجاة من مظاهر الاحترار العالمي، ولا يوجد هناك حل آخر”.

جانب من فاعليات قمة المناخ كوب 29 في باكو
جانب من فعاليات قمة المناخ كوب 29 في باكو – الصورة من reuters

تبادل اللّوم

ألقت دول مختلفة باللائمة على بعضها في غياب إشارة مباشرة إلى التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري في بيان مجموعة الـ20.

وقال أحد كبار المسؤولين في مجال المناخ إن العبارة حُذِفت في البداية بسبب خطأ؛ ما يشير إلى أن مساعدي الحكومة عديمي الخبرة لم يفهموا الأهمية الحاسمة لإدراجها.

وحاول بعض مسؤولي دول مجموعة الـ7 الضغط من أجل إعادة تطبيق نص مجموعة العشرين المتفق عليه في أكتوبر/تشرين الأول، لكن دون جدوى، وفق ما أوردته فايننشال تايمز نقلًا عن مصدرين مطلعين.

وأضافت الصحيفة: “هناك قدر كافٍ من اللوم هنا وهناك، والرئاسة البرازيلية لقمة مجموعة الـ20 لم تبلِ بلاءً حسنًا، كما أن مجموعة الـ7 لم تجهّز نفسها جيدًا”.

تمويل المناخ

عزّز بيان مجموعة الـ20 مفاوضات تمويل المناخ في قمة المناخ كوب 29، وهو أحد الأهداف الرئيسة لقمة باكو، عبر تأكيد الحاجة الماسة إلى إصلاح المؤسسات المالية العالمية وهيكلة الديون لتوفير الأموال للدول النامية التي تصارع تغير المناخ.

ومع ذلك، قال مدير مركز أبحاث المناخ التابع لمنظمة إي سي سي أو (ECCO) المناخية الإيطالية لوكا بيرغاماشي، إن أهداف تمويل المناخ الواردة في قمة الـ20 يقوّضها عدم وجود بيان محدد بشأن التحول عن الوقود الأحفوري.

وتابع بيرغاماشي: “دون مسار واضح للتحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، سيواصل العالم رحلته على مسار خطير”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: غضب في قمة المناخ كوب 29 بسبب مجموعة الـ20.. ما القصة؟ على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى