طاقة

تشغيل أكبر مضخة حرارية في العالم تعمل بثاني أكسيد الكربون

انطلقت عمليات تشغيل أكبر مضخة حرارية في العالم تعمل بثاني أكسيد الكربون، لتوفير التدفئة لآلاف المواطنين، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ونجحت شركة مان إنرجي سوليوشنز السويسرية (MAN Energy Solutions) في تشغيل الوحدة الأولى من المضخة الحرارية الصناعية في الدنمارك، لتحقق أول تدفئة لها.

وتقع محطة المضخة الحرارية، التي تعمل بمياه البحر بقدرة 70 ميغاواط، في ميناء إسبيرغ بالدنمارك، وتُعدّ عنصرًا رئيسًا في إستراتيجية أوسع نطاقًا للانتقال بعيدًا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وتمثّل هذه التكنولوجيا خطوة نحو إزالة الكربون من البنية التحتية للتدفئة، وتوفر مثالًا للمدن التي تسعى إلى تقليل تأثيرها في البيئة.

أكبر مضخة حرارية

وفق البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تستخرج أكبر مضخة حرارية في العالم الطاقة المتجددة، الحرارة من مياه البحر ومزارع الرياح القريبة، لتوفير التدفئة لـ25 ألف منزل.

وستوفر محطة المضخة الحرارية الجديدة، التي تديرها شركة دي آي إن فورسينينغ (DIN Forsyning)، ما يقرب من 280 ألف ميغاواط/ساعة من الحرارة المحايدة للمناخ سنويًا، لشبكات التدفئة المركزية في إسبيرغ ومدينة فاردي المجاورة.

وحسب شركة مان إنرجي سوليوشنز، “ستغطي احتياجات التدفئة لـ25 ألف أسرة، مع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 120 ألف طن سنويًا”.

والمحطة جزء من عملية الانتقال لاستبدال محطة الطاقة التي تعمل بالفحم في المدينة، التي توقفت عن العمل، وتشكّل جزءًا أساسيًا من هدف إسبيرغ الطموح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2030.

ولا يعدّ المشروع مهمًا لحجم المضخة الحرارية التي تعمل بثاني أكسيد الكربون فحسب، ولكن أيضًا لدمجها الشامل لمصادر الطاقة المختلفة، وفق ما نقلته منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ” (Interesting Engineering).

وتشتمل المنشأة على غلاية تعمل برقائق الخشب بقوة 60 ميغاواط تعمل برقائق الخشب المستدامة، ما يضمن إمدادًا ثابتًا بالطاقة المتجددة.

وتعمل محطة الغلايات الكهربائية بقوة 40 ميغاواط على تعزيز مرونة النظام، وإدارة الطلب في أوقات الذروة، وتوفير سعة تدفئة احتياطية.

تفقد أكبر مضخة حرارية في العالم
تفقُّد أكبر مضخة حرارية في العالم – الصورة من الموقع الرسمي لشركة “دي آي إن فورسينينغ”

دور ثاني أكسيد الكربون في المضخة الحرارية

أشارت شركة “مان إنرجي سوليوشنز” إلى أن استعمال ثاني أكسيد الكربون بوصفه مبردًا في المضخة الحرارية يؤكد التزام المشروع بالمسؤولية البيئية.

وأوضحت أن “هذا الأمر يثير اهتمام دي آي إن فورسينينغ خصوصًا، نظرًا لموقع المحطة على شاطئ بحر وادن، وهو موقع تراث عالمي لليونسكو مع نظام بيئي حسّاس”.

ويمثّل مبرد ثاني أكسيد الكربون بديلًا أكثر أمانًا واستدامة للمبردات التقليدية.

وبصرف النظر عن فوائده البيئية، صُمِّمَ النظام لتحقيق الكفاءة واستقرار الشبكة، وتسمح قدراته بالتكيف مع التغيرات في الطلب على الطاقة.

وأكدت الشركة السويسرية أن “الحل يتيح أيضًا تحقيق التوازن السريع للطاقة في الشبكة الكهربائية، ومن ثم يدعم دمج توليد الكهرباء المتقطع مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح”.

وتابعت: “يُمكن تشغيل النظام وإيقاف تشغيله عدّة مرّات في اليوم، مع القدرة على الاستجابة السريعة”، ويضمن هذا التفاعل الديناميكي بين مصادر الطاقة المختلفة نظام تدفئة موثوقًا ومرنًا.

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يتميز نظام المضخة الحرارية المبتكر بوحدتَي محرك ضاغط (HOFIM) خاليتين من النفط ومحكمَتي الغلق، طوّرتهما شركة “مان إنرجي سوليوشنز” في زيورخ بسويسرا.

وقالت الشركة في بيانها: “تستعمل هذه الوحدات محركات عالية السرعة ومحامل مغناطيسية نشطة، ما يلغي الحاجة إلى النفط ويقلل من متطلبات الصيانة”.

بالإضافة إلى ذلك، جُهِّزَ النظام للمراقبة عن بعد وتحليل البيانات والتشخيص، ما يضمن الأداء الأمثل.

المضحة الحرارية

علّقت المديرة الإدارية لشركة دي آي إن فورسينينغ، هيلي دام-هنريشسن، على تشغيل المضخة الحرارية، قائلة: “هذا إنجاز مهم كنّا ننتظره بفارغ الصبر لمدّة طويلة”.

وتابعت: “من الآن فصاعدًا، سيستفيد جميع عملائنا في فاردي وإسبيرغ من التدفئة المركزية التي يُحصَل عليها مباشرةً من بحر الشمال.. هذا الإنجاز ليس تحويليًا لشركة دي آي إن فورسينينغ فحسب، بل إنه أيضًا خطوة كبيرة إلى الأمام من أجل المناخ”.

وأضافت: “أعتقد أنه من العدل أن نطلق على هذا الحدث الأول من نوعه على مستوى العالم: أكبر مضخة حرارية في العالم تعمل بمياه البحر تعتمد على ثاني أكسيد الكربون، تنتج الآن الحرارة”.

من جانبه، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة مان إنرجي سوليوشنز، أوف لاوبر، عن فخره بأن “المضخة الحرارية الضخمة لدينا توفر الآن حرارة محايدة للمناخ لسكان إسبيرغ وفاردي”.

وأضاف: “بوصفها مدينة رائدة، توضح إسبيرغ كيف يُمكن إعادة تشكيل أنظمة التدفئة الحضرية من خلال تسخير مصادر الطاقة المتجددة”.

وشدد على أن “استعمال المضخات الحرارية المبتكرة على نطاق صناعي لتوفير التدفئة المستدامة، ليس مجرد إنجاز تكنولوجي، بل هو مخطط للمدن الأخرى في جميع أنحاء العالم خلال انتقالها إلى أنظمة طاقة أكثر اخضرارًا”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تشغيل أكبر مضخة حرارية في العالم تعمل بثاني أكسيد الكربون من الموقع الرسمي لشركة “مان إنرجي سوليوشنز”.
  2. معلومات إضافية تشغيل أكبر مضخة حرارية في العالم من منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ”.

إقرأ: تشغيل أكبر مضخة حرارية في العالم تعمل بثاني أكسيد الكربون على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى