تويوتا تبني مصنعًا لبطاريات السيارات الكهربائية في جزيرة السيليكون اليابانية

تخطط عملاقة صناعة السيارات اليابانية تويوتا لإنشاء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في جزيرة كيوشو جنوب غرب اليابان.

وتأمل الشركة في أن يكون المصنع الجديد نقطة انطلاقة جديدة لها إلى الوجهات التصديرية الرئيسة في آسيا التي لا تزال خاضعة لهيمنة مصنّعي السيارات الصينيين بفضل منتجاتهم رخيصة التكلفة.

وتجسّد خطط إنشاء مصنع البطاريات الجديد التزام تويوتا بالابتكار وتركيزها الاستراتيجي على قيادة التحول العالمي إلى النقل الكهربائي النظيف.

وتعكس تلك الجهود النهج الابتكاري للشركة في سد الطلب المتنامي على السيارات الكهربائية ورغبتها الأكيدة في توسيع سعتها الإنتاجية في المناطق الرئيسة، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

موقع إستراتيجي

تعتزم تويوتا بناء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في كيوشو، أقصى الجزر الـ4 الرئيسة في جنوب اليابان، رغبةً منها في تعزيز سلاسل إمداداتها الخاصة بالمركبات النظيفة، وفق ما نشرته صحيفة نيكي إيجا (Nikkei Asia).

وتستهدف تويوتا تعزيز مكانة كيوشو لتكون جزءًا محوريًا من سلسلة إمدادات السيارات الكهربائية وقاعدة تصديرية مهمة إلى آسيا.

ويُعَد اختيار كيوشو موقعًا لمصنع البطاريات الجديد إستراتيجيًا؛ إذ يوفّر العديد من المزايا، بما في ذلك القرب من الأسواق الآسيوية الحيوية الأخرى والبنية التحتية اللوجستية القوية.

وعبر جعل كيوشو جزءًا لا يتجزأ من سلسلة إمدادات السيارات الكهربائية، يكون بمقدور تويوتا تعزيز كفاءتها التشغيلية وخفض تكاليف النقل؛ ما يجعل سياراتها الكهربائية أكثر قدرة على المنافسة في السوق العالمية.

وستستحوذ الشركة على مساحة أرض في مجمع صناعي يجرى بناؤه بوساطة حكومة مقاطعة فوكوكا الواقعة شمال كيوشو.

وسيخضع مصنع بطاريات السيارات الكهربائية الجديد للتشغيل بوساطة شركة برايمرث إي في إنرجي (Primearth EV Energy) التابعة لشركة تويوتا.

ومن المتوقّع أن تدعم وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان المصنع بموجب قانون تعزيز الأمن الاقتصادي.

وتُعرف كيوشو بأنها جزيرة السيليكون في اليابان، كما أنها تضم العديد من موردي الرقائق الإلكترونية وأجهزة استشعار الصور التي لا غنى عنها للسيارات الكهربائية والقيادة الآلية، كما أنها مركز للعديد من مصانع السيارات والرقائق الإلكترونية.

لكزس حاضرة

تبني شركة تايوان لصناعة الرقائق الإلكترونية المحدودة تي إس إم سي (TSMC) مصنعًا بالقرب من مقاطعة كوماموتو الواقعة في جزيرة كيوشو -كذلك- وتبرز تويوتا مستثمرًا في الوحدة المحلية التابعة لـ”تي إس إم سي”.

ويقع المجمع الصناعي على بُعد 40 كيلومترًا من مصنع مياتا (Miyata) المملوك للشركة اليابانية الذي يتخصص في تجميع سيارات لكزس (Lexus)، وتلامس سعته الإنتاجية السنوية 430 ألف وحدة، يُصدر 90% منها إلى وجهات تصديرية آسيوية.

ومن المتوقّع أن يكون المصنع الجديد مورد البطاريات الرئيس إلى مصنع مياتا؛ غير أن القرارات ذات الصلة بالجدول الزمني للبناء والتكلفة الاستثمارية لم تُتخذ بعد.

جاذبية الشركات الصينية

بينما تجتذب الشركات الصينية الأنظار بسياراتها الكهربائية الأرخص ثمنًا في آسيا، تعمل نظيراتها اليابانية، بما في ذلك هوندا ونيسان، على تقليص إنتاج مركباتها في الأسواق الآسيوية.

وستبني تويوتا سلسلة إمدادات واسعة النطاق للسيارات الكهربائية في كيوشو لتكون مراكز تسهم في استعادة زخم الأعمال.

وتستهدف الشركة بيع 3.5 مليون سيارة كهربائية سنويًا عالميًا بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، وهي تنظر إلى علامة لكزس التجارية بوصفها محورًا لإستراتيجيتها بشأن السيارات الكهربائية.

وتُعد كيوشو أحد مراكز الإنتاج الرئيسة لسيارات لكزس، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ونظرًا إلى أن بطاريات السيارات الكهربائية كبيرة الحجم وثقيلة الوزن؛ فإن تصنيعها بالقرب من مصنع التجميع سيقلص التكلفة والوقت المطلوبين لشحن البطاريات إلى الأسواق الخارجية.

استثمارات مليارية

أعلنت تويوتا أنها ستضخ استثمارات ذات صلة بالسيارات الكهربائية بقيمة 5 تريليونات ين ياباني (32 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2030، تتركز -أساسًا- في البطاريات.

*(الين الياباني = 0.0065 دولارًا أميركيًا).

وفي اليابان تخطط الشركة لاستثمار ما إجمالي قيمته 300 مليار ين (نحو ملياري دولار أميركي) في مصنع هيميجي (Himeji)، وهو مشروع مشترك مع مواطنتها باناسونيك هولدينغز (Panasonic Holdings).

ولدى تويوتا -كذلك- مصانع لإنتاج البطاريات في محافظات آيتشي وهيوغو وشيزوكا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وسيسهم تكامل سلاسل إمدادات مكونات السيارات الكهربائية الرئيسة -البطاريات والرقائق الإلكترونية- في كيوشو بتحسين الإنتاجية إلى جانب تعزيز التطور التفني.

إلى جانب ذلك، تصنع مجموعة سوني (Sony) اليابانية أجهزة استشعار الصور في كوماموتو والتي تعمل عيونًا للقيادة الآلية.

كما تُصنع في المنطقة أجهزة الرقائق الإلكترونية التي تحدد الأداء الموفّر للطاقة بالنسبة للسيارات الكهربائية،  بوساطة شركتي ميتسوبيشي إلكتريك (Mitsubishi Electric) اليابانية ونظيرتها الألمانية روهم (Rohm).