طاقة

سوق الهيدروجين الأخضر العالمية تلامس 46 مليار دولار بحلول 2028 (دراسة)

تتأهّب سوق الهيدروجين الأخضر العالمية لتسجيل نمو سنوي مركّب تلامس قيمته 46 مليار دولار خلال المدة من عام 2024 إلى 2028؛ ما تعادل نسبته 66.83%، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويُنتَج الهيدروجين الأخضر عبر تقنية التحليل الكهربائي التي تشطِر جزيء المياه إلى هيدروجين وأكسجين، باستعمال مصدر طاقة متجددة مثل الشمس أو الرياح.

ويبرز الهيدروجين النظيف رقمًا مهمًا في معادلة تحول الطاقة؛ لقدرته على خفض انبعاثات غازات الدفيئة من القطاعات التي يصعُب تقليص مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون المنطلقة منها، مثل الصلب.

وتؤدي السياسات الداعمة والإنتاج على نطاق تجاري دورًا فاعلًا في تيسير نقل الهيدروجين عبر خطوط الأنابيب واستعماله في شتى القطاعات؛ بما في ذلك النقل عبر خلايا الوقود في محركات الاحتراق الداخلي، والطائرات العاملة بالهيدروجين، وتوليد الطاقة.

لكن تبقى هناك تحديات تعرقل ازدهار سوق الهيدروجين الأخضر العالمية، بما فيها ارتفاع تكلفة إنتاجه مقارنةً بمصادر وقود أخرى، إلى جانب تحديات لوجستية تتعلق بالبنية التحتية والتوزيع.

محركات النمو

يأتي نمو سوق الهيدروجين الأخضر العالمية مدعومًا بمحركات رئيسية؛ أهمها تنامي معدلات استعمال هذا الوقود النظيف، في ظل توجه عالمي يركز على استعماله في المصافي لقدرته على إنتاج الوقود النظيف وخفض البصمة الكربونية لعمليات تلك المنشآت، وفق نتائج دراسة حديثة نشرها موقع وورلد فيرتيليزر (World Fertilizer).

ويبرز الهيدروجين الأخضر مصدرًا مهمًا للوقود في الصناعات الكيميائية؛ إذ يُستعمَل أساسًا لتصنيع الميثانول والأمونيا.

وتُعَد تلك المواد الكيميائية مكونات رئيسة في تصنيع الميثانول والبوليمرات والأمونيا، ومن ثم فهي تسهم بقوة في قطاع الأسمدة.

كما يُستعمَل الهيدروجين الأخضر في إنتاج المُركّبات الكيميائية مثل الدهانات والألياف الصناعية والنايلون والبلاستيك الملدن.

إلى جانب ذلك؛ فإن الطلب المتنامي من قبل الصناعة الكيميائية على المواد الخام الخضراء أو جزيئات السلائف، مثل الأمونيا والميثانول المنتَجة باستعمال الهيدروجين الأخضر، هو محرك مهم لنمو سوق الهيدروجين الأخضر.

وتُحوّل تلك المواد الكيميائية الخضراء -كذلك- إلى منتجات نهائية عالية القيمة تُستعمَل في قطاع مختلفة، بما في ذلك السيارات والأجهزة الإلكترونية والأدوية.

ويُستعمَل الميثانول المُصنّع بوساطة الهيدروجين الأخضر وقودًا مباشرًا أو وقودًا مخلوطًا، مثل البنزين، وفي غاز النفط المسال؛ ما يرفع الطلب عليه في قطاع النقل.

وبناءً عليه؛ فإن الطلب المتنامي على الأسمدة والوقود المباشر ومنتجات الوقود المحلية من شأنه أن يدفع نمو سوق الهيدروجين الأخضر العالمية خلال مدة التوقعات.

محطة إنتاج هيدروجين أخضر

توجهات السوق

يبرز الدعم المتزايد الذي تحظى به سوق الهيدروجين الأخضر العالمية بوساطة الحكومات الأوروبية أحد أهم التوجهات الرئيسة المؤثرة إيجابًا في هذا القطاع الحيوي، خلال مدة التوقعات الممتدة من عام 2024 إلى عام 2028، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

ويعتمد اقتصاد الهيدروجين الناشئ على مبادرة أطلقتها حكومات الاتحاد الأوروبي مثل إستراتيجية الهيدروجين الأخضر التي تأتي في إطار الصفقة الخضراء (Green Deal) المقترحة بوساطة المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- من أجل انتقال سلس إلى مستقبل مستدام.

وخلال المرحلة الأولى من الصفقة الخضراء، أي خلال المدة من عام 2020 حتى 2024، كان الهدف الإستراتيجي يتمثل في تركيب سعة لا تقل عن 6 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي في دول الاتحاد الأوروبي، وإنتاج ما يصل إلى مليون طن من الهيدروجين النظيف.

وفي عام 2020 أُطلِقَت مبادرة العمود الفقري للهيدروجين في أوروبا “إي إتش بي” (EHB) بوساطة مجموعة من مشغلي أنظمة نقل الغاز الأوروبي تي إس أو (TSO)، لتطوير البنية التحتية لشبكة خطوط أنابيب الهيدروجين القائمة على إعادة استعمال خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الحالية.

ومن المتوقع أن تنمو البنية التحتية لسوق الهيدروجين الأخضر العالمية تدريجيًا لتصبح شبكة أوروبية شاملة عبر الوصول بطول خطوط الأنابيب إلى 39 ألفًا و700 كيلومتر بحلول عام 2040؛ ومن المرجح أن تقود تلك المبادرات نمو سوق الهيدروجين الأخضر العالية خلال مدة التوقعات.

محطة هيدروجين أخضر

تحديات قائمة

رغم الآفاق الواعدة لسوق الهيدروجين الأخضر العالمية؛ فلا تزال التكاليف الأولية المرتفعة تفرض تحديًا أمام ازدهار تلك الصناعة الإستراتيجية، وقد تنتُج تلك التكلفة عن متطلبات الطاقة العالية التي تحتاج إليها أجهزة التحليل الكهربائي، وهي التقنية الرئيسة المُستعمَلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وترتفع التكلفة الأولية للهيدروجين الأخضر المُنتَج عبر التحليل الكهربائي للمياه، مقارنةً بالهيدروجين الرمادي المُنتَج من الغاز الطبيعي.

وبناءً عليه؛ تزداد تكلفة إنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين النظيف؛ إذ يرتفع إنتاج هذا الوقود منخفض الانبعاثات بما يتراوح من نحو 2 إلى 3 أضعاف نظيره من الهيدروجين الرمادي، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما ترتفع خلايا الوقود المستعملة لطاقة الهيدروجين الأخضر بما يتراوح بين 1.5 مرة ومرتين، عن نظيراتها الخاصة بالوقود الأحفوري، ويزيد تكلفة إنتاج الهيدروجين النظيف بما يتراوح من 5 إلى 7 أضعاف وقود الطيران المُنتَج من مصادر الوقود الأحفوري.

وتضع تقديرات رسمية صادرة عن معهد الطاقة والموارد (The Energy and Resources Institute) والمعروف اختصارًا بـ”تي إي آر آي” (TERI)، تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر بين نحو 5 و6 دولارات لكل كيلوغرام.

ويجعل هذا السعر الهيدروجين الأخضر وقودًا ذا جدوى من الناحية الاقتصادية لصناعات عدة أمثال الصلب والأسمدة العضوية والشحن طويل المدى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًأ..

إقرأ: سوق الهيدروجين الأخضر العالمية تلامس 46 مليار دولار بحلول 2028 (دراسة) على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى