واردات الهند من النفط تترقّب عقودًا طويلة الأجل مع غايانا
تتطلّع واردات الهند من النفط التي تغطي أكثر من 85% من الطلب المحلي، إلى تعزيز حجمها من خلال إبرام عقود طويلة الأجل، إذ تكثّف نيودلهي جهودها لتنويع مصادر إمداداتها بصفتها ثالث أكبر مستهلك ومستورد للخام في العالم.
ووفقًا لتقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يتوقع أن تحظى مصافي التكرير الهندية بصفقات طويلة الأجل لاستيراد النفط الخام من غايانا، وهو ما عزّزت فرصه زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في المدة من 19 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إلى الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية
وأشار مسؤولون حكوميون ومحللون إلى أن المحادثات الثنائية بين البلدين، التي اختُتمت مؤخرًا، فتحت المجال أمام توسيع وارادات الهند من النفط الخام من غايانا، التي زوّدت مصافي التكرير الهندية ببضع شحنات تجريبية من الخام في عام 2021.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الهندية: “نود أن تكون لدينا عقود طويلة الأجل -التزامات حكومية- من شأنها أن تتيح قدرًا أكبر من القدرة على التنبؤ بالإمدادات”، داعيًا حكومة جورج تاون إلى تحديد حجم العقود محددة الأجل، بالإضافة إلى مواعيدها.
العلاقات الثنائية في مجال الطاقة
قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إن هناك إمكانات هائلة لتعزيز العلاقات الثنائية في مجال الطاقة وغيرها من المجالات، مثل التجارة والتكنولوجيا المالية والزراعة.
تجدر الإشارة إلى أن تعاون غايانا مع الهند كان محدودًا منذ أن بدأت إنتاج النفط الخام في أواخر عام 2019.
واتُّخذت الخطوات المهمة نحو إقامة علاقة تجارية في عام 2021 عندما اشترت شركة (إتش بي سي إل-ميتال إنرجي) HPCL-Mittal Energy Ltd وشركة (إنديان أويل) Indian Oil Corp مليون برميل من خام ليزا، وهو نفط متوسط منخفض الكبريت.
وبعد هذه “الشحنات التجريبية” الأولية، لم تتقدم التجارة بين البلدين، على الرغم من مواصلة واردات الهند من النفط بحثها عن مُصدّر خام طويل الأجل موثوق به لتعزيز أمن الطاقة في البلاد.
المنافسة على شحنات النفط الخام من غايانا
قال محللون ومصادر في الصناعة، إن المنافسة على شحنات النفط الخام من غايانا من جانب المشترين الأوروبيين، إلى جانب مرونة واستعداد المصافي الهندية التي اعتادت إلى حد كبير على الخام الحامض والثقيل، لاستيراد الخام الأكثر حلاوة من غايانا؛ ستكون عوامل مهمة عندما يتفاوض الجانبان على عقود طويلة الأجل.
وقال رئيس أبحاث النفط لمنطقة جنوب آسيا لدى وكالة شركة كوموديتي إنسايتس، أبيشيك رانجان: “على الرغم من التقدم في الإنتاج وتعزيز العلاقات الثنائية، ما تزال التحديات قائمة بالنسبة إلى الخام الغاياني في السوق الهندية”.
وتحتفظ أوروبا، حاليًا، بحصة كبيرة من صادرات غايانا من الخام، في حين تمثّل واردات الهند من النفط الروسي المصدر الرئيس لنيودلهي من الخام.
وخلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى سبتمبر/أيلول عام 2024، كانت واردات الهند من النفط الروسي هي الأكبر حجمًا، يليها العراق، ثم السعودية، ثم الولايات المتحدة في المركز الرابع.
وأتت أنجولا بالمركز الخامس ضمن قائمة واردات الهند من النفط، خلال المدة نفسها، تليها نيجيريا، ثم الكويت، وبعدها فنزويلا، في حين أتت كولومبيا في المركز العاشر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المصافي الهندية مجهزة بقدرة كافية لمعالجة المزيد من الخام الحامض، ما يجعل خام ليزا الأكثر حلاوة من غايانا خيارًا أقل وضوحًا، حسبما قال رانجان.
وأضاف رانجان: “لكي تضمن غايانا عقد توريد طويل الأجل للنفط الخام مع الهند، فسوف تحتاج إلى تقديم شروط (حلوة) مثل خامها”.
صادرات غايانا من النفط
بلغت صادرات غايانا من النفط، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 670 ألف برميل يوميًا، إلى مشترين في هولندا وبنما ودول أوروبية أخرى.
وانخفض الفارق بين خام ليزا في غايانا ونظيره برنت المؤرخ إلى أوسع حسم له منذ ديسمبر/كانون الأول 2023 في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إذ أرجعت مصادر الصناعة الانخفاض إلى ضعف الطلب الأوروبي وزيادة المنافسة من الخامات البرازيلية وبحر الشمال.
وقيّمت منصة بلاتس (Platts)، التابعة لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، خام ليزا بخصم 1.80 دولارًا للبرميل عن شحنات برنت المؤرخة لأميركا اللاتينية لمدة 30-60 يومًا، بانخفاض 35 سنتًا يوميًا.
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ظل حسم الخام دون تغيير عند 1.80 دولارًا للبرميل.
وقال مصدر هندي في مجال التكرير: “من المؤكد أن المصافي الهندية منفتحة على اختبار المزيد من الشحنات من غايانا”، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأضاف المصدر: “إذا تمكنا من الحصول على تدفقات متواصلة من غايانا، فيجب أن يكون ذلك بمثابة أخبار جيدة لنا”، بالنظر إلى التوترات الجيوسياسية.
وانخفضت حصة واردات الهند من النفط من الشرق الأوسط إلى 45% خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول الماضيين، إذ بلغت الأحجام 2.2 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ59% في عام 2021، عندما بلغت 2.5 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات دائرة الإحصاءات الصينية.
وكان إقبال المصافي الهندية على شراء النفط الروسي منخفض السعر، منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، عاملًا رئيسًا في تقليص حصة الشرق الأوسط في السوق.
موضوعات متعلقة..
- خفض واردات الهند من النفط أولوية للحكومة.. وشراء الخام الروسي يدعم اتجاهها (تقرير)
- مسؤول: واردات الهند من النفط الروسي تنقذ أسعار الخام العالمية
- صادرات نفط غايانا تشق طريقها لمصافي ساحل الخليج الأميركي
اقرأ أيضًا..
- أدنوك الإماراتية تدشن أكبر استثمار في 2024.. ما القصة؟
- الهيدروجين الأخضر يتصدر فعاليات معرض مصر للطاقة 2024
- دمج الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة يسرّع الابتكار.. وهذه أبرز التحديات
المصادر:
محادثات الهند وغايانا لاستيراد النفط بعقود طويلة الأجل من منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس
إقرأ: واردات الهند من النفط تترقّب عقودًا طويلة الأجل مع غايانا على منصة الطاقة